شهادة الناشط الحقوقي والأستاذ الباحث محمد علي أندور
ورقة تقنية :
ü الاسم الكامل : محمد علي أندور .
ü تاريخ ومكان الازدياد 1980 : بالعيون/ الصحراء الغربية.
ü المهنة : أستاذ باحث في سلك الدكتوراه/ علوم سياسية، معطل .
ü الصفة : معتقل سياسي سابق وناشط حقوقي عضو الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية .
ü الانتهاك : الاختطاف والتعذيب .
الوقائع :
في حدود الساعة التاسعة وعشرين دقيقة كنت مارا من شارع مكة، أحسست بعناصر أمنية تترصدني من بعيد، لم أبالي وواصلت السير قبل أن أفاجأ بسيارة تابعة للشرطة من نوع " بيجو "
خضراء اللون تتوقف بقربي، نزل منها ثلاثة أفراد بزي مدني أحاطوا بي، سألني أحدهم يدعى عبد العالي عن اسمي، وعندما أجبته، انقضوا علي بعنف، رموني في السيارة، وبدأ التعنيف بعد أن عصبوا عيني بخرقة نتنة، وكبلوا يدي من الخلف بالأصفاد، انهالوا علي بالصفع والرفس وأسمعوني كلاما نابيا وسبا وشتما لا طاقة لبشر على سماعه، صرخ أحدهم في وجهي : أنت لا تريد أن تتركنا إذا استعد لما هو آتي !، وصرخ آخر : لم تتعلم الدرس من الاعتقال الفارط ستتعلم لا محالة من هذا الاختطاف وسترى النجوم في عز النهار!، كنت متكوما على نفسي وسط أرضية السيارة من شدة الضرب تحت أقدامهم، أحسست بالسيارة تعرج على طريق غير معبد، وبعد حوالي سبعة دقائق توقف محركها، وانهالوا علي مجددا بالرفس والصفع ونتف شعر رأسي ولحيتي، كان ذلك مؤلما وقاسيا، كانوا يبصقون علي ويوجهون لي أقبح الكلام دفعة واحدة، أحسست بسيارة أخرى تتوقف، نزلت منها عناصر أخرى، عرفت من صوت أحدهم أنه المدعو عزيز إينوش الملقب ب" التوحيمة " الذي أشرف على اعتقالي وتعذيبي المرة الفارطة، أمرهم في البدء بنزع ملابسي وهكذا فعلوا بالكامل، انقض علي بدوره ضربا وصفعا ونتفا وسبا، وبدأ التحقيق المكثف ، كان تركيزهم على لقائنا كنشطاء حقوقيين مع بعثة البرلمان الأوروبي التي زارت الإقليم بتاريخ 27 يناير/ كانون الثاني الفارط، وعرفت من خلال ذلك أن هذا اللقاء هو السبب في اختطافي، حققوا معي كذلك حول استقبالنا للناشط الحقوقي السيد أحماد حماد بتاريخ 30 من نفس الشهر وعن علاقتي بالأخير، وعن علاقتي بالطلبة وبالنشطاء الحقوقيين السادة، إبراهيم دحان، ابراهيم الصبار ، حسن الدويهي، أحمد السباعي، سعيد البيلال, ما هي إستراتيجيتكم وخططكم المستقبلية، أجبتهم أني بدوري ناشط حقوقي عضو الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، وعملي يدخل في نفس الإطار الذي نشتغل عليه جميعنا وهو رصد ومعاينة كافة الخروقات المغربية لحقوق الانسان بالإقليم وعلى رأسها الحق في تقرير المصير، ما إن أتممت ذلك حتى عادوا للضرب ونتف الشعر والسب الحاط من الكرامة، وكان أحدهم بين الفينة والأخرى يهددني بالاغتصاب بواسطة هراوة بلاستيكية، سمعت السيارة الأخيرة تغادر، وبقيت عرضة للتعذيب على يد من تبقى، في لحظة ما وبسبب غزارة الضربات، سقطت العصابة عن عيني، سمح لي ذلك برؤية بعض العناصر عرفت أحدهم يدعى العلوي، انقض علي الأخير غاضبا على سقوط الخرقة، شدها بقوة على عيني حتى ظننتها ستنفجر لا محالة، وبدأ في الضرب مجددا، وضع أحدهم حذائه على رأسي، كان ذلك مؤلما، عادت السيارة الأخرى مجددا، وتوجه نحوي المدعو عزيز إينوش بالتهديد والوعيد بإخفائي إلى الأبد ومداهمة منزل عائلتي واعتقال إخوتي والتحرش بأخواتي في حالة نشرت أو وثقت أي شئ من هذا سواء على الشبكة العنكبوتية أو غيرها بعد ذلك انطلقت السيارتان وتوجهتا نحو مكان آخر، توقفت تلك التي تقلني، رموني منها وانطلقت بسرعة، وجدت نفسي وسط القمامة والأزبال والظلام الدامس، التفت فإذا بالأضواء الخلفية للسيارة تتوارى في الظلام، بقيت لمدة من الزمن وأنا واجم، رأيت أضواء المدينة وعرفت أنهم رموني خارج المدار الحضري للمدينة في الجهة الجنوبية، كانت الساعة تشير حينها إلى الحادية عشرة ليلا وثلاثين دقيقة، عدت وأنا اتكأ على نفسي بسبب الإعياء وفرط التعذيب راجلا إلى المدينة في حالة يرثى لها.
الناشط الحقوقي محمد علي أندور
الجمعية الصحراوية لضحايا
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان
المرتكبة من طرف الدولة المغربية
العيون/الصحراء الغربية
تعليقات
إرسال تعليق