منع مدافعة صحراوية عن حقوق الإنسان من خروج الاراضي المحتلة
منعت سلطات الاحتلال المغربية ليلة الجمعة مدافعة صحراوية عن حقوق الانسان من السفر الى خارج الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية، وهي المرة الثانية خلال اسبوع واحد تمنع فيها سلطات الاحتلال المغربية نشطاء حقوقيين صحراويين من التوجه الى الخارج وتقوم بتجريدهم من وثائقهم الشخصية.
وجاء منع الناشطة الحقوقية الصحراوية، وهي سلطانة خية، نائبة رئيسة منتدى المستقبل للمرأة الصحراوية من السفر بعد ان كانت تعتزم التوجه على الساعة التاسعة ليلا من مطار مدينة العيون المحتلة الى الديار الاسبانية قصد متابعة علاج عينها التي فقدتها جراء اعمال التعذيب التي تعرضت لها في السنة الماضية على اثر مشاركتها في مظاهرة سلمية.
وندد تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بهذا الاجراء المغربي الذي وصفه بالخطير في حق المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، والذي تريد من خلاله السلطات المغربية معاقبتها ومنعها من العلاج في الخارج، باعتبارها ضحية من ضحايا التعذيب الممارس ضد المواطنين الصحراويين على خلفية مواقفهم السياسية من قضية الصحراء الغربية.
وذكر التجمع انه سبق للسلطات المغربية أن ضغطت أو تآمرت بتاريخ 17 سبتمبر الماضي مع الدكتور المغربي طايع الطاهري محمد نزار وهو طبيب متخصص في جراحة العظام بمستشفى حسن بلمهدي من أجل الامتناع عن تقديم العلاج لسلطانة خيا التي كانت قبل يوم من ذلك قد تعرضت لاعتداء وحشي من طرف عناصر الشرطة بمدينة بوجدور المحتلة بإشراف من عميد الشرطة محمد المدفعي، مما أدى إلى إصابتها بكسور في اليد اليسرى.
وقالت مصادر حقوقية صحراوية ان توقيف الناشطة الحقوقية الصحراوية سبقه إنزالا أمنيا مكثفا بمطار العيون المحتلة شاركت فيه جميع الأجهزة الاستخباراتية المغربية ومختلف اسلاك الامن، قبل ان يتوجه مجموعة من رجال الشرطة الى الناشطة الصحراوية لاعتقالها بساعة واحدة قبل إقلاع طائرتها المتوجهة إلى لاس بالماس بجزر الكناري.
وفوجئ مجموعة من أفراد عائلتها الذين كانوا برفقتها بالمطار بهذا التوقيف وانقطاع أخبارها، حيث عمدت سلطات الاحتلال الى إقفال هاتفها النقال ومصادرته إلى جانب جواز سفرها ووثائقها الشخصية، بينها وثيقة الإقامة الاسبانية التي بحوزتها.
وافادت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، سلطانة خيا، التي تم إطلاق سراحها حوالي الساعة الواحدة ليلا انها أخضعت لتفتيش شامل ودقيق قبل أن تخضع لاستنطاق بوليسي أشرف عليه والي الأمن بمدينة العيون المحتلة.
وقالت انها تعرضت لممارسات مشينة، حاطة بالكرامة الإنسانية، وتركز التحقيق معها طيلة ثلاثة ساعات متواصلة حول علاقتها بالمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، خاصة المجموعة التي تم اعتقالها يوم الخميس بمطار الدار البيضاء والمجموعة التي تم منعها من السفر يوم الاربعاء عبر الحدود الفاصلة بين الدولة الموريتانية والصحراء الغربية.
كما اضافت انه تم استنطاقها حول علاقتها بالطلبة الصحراويين وضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والمسؤولين الذين تحملوا مصاريف علاجها بالخارج بعد تعرضها لتعذيب شنيع من طرف عناصر الشرطة بمدينة مراكش أدى إلى فقء عينها اليمنى.
كما خضعت الناشطة الحقوقية الصحراوية إلى استنطاق مفصل عن زيارتها لمجموعة من الدول الأوربية والأنشطة التي كانت قد اقامتها بها، إضافة إلى علاقتها بجبهة البوليساريو وبالمنظمات الأجنبية والجمعيات المتضامن مع الشعب الصحراوي.
وأفاد تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان ان أفرادا من عائلة الناشطة الحقوقية الصحراوية كانوا برفقتها بالمطار من أجل توديعها تعرضوا هم الاخرين للاعتداء والطرد من طرف عناصر الشرطة إلى جانب مجموعة من المواطنين الصحراويين كانوا ينتظرون بالمطار.
ويأتي سفر سلطانة خيا إلى الديار الاسبانية مجددا لارتباطها بموعد مع طبيبها بمصحة إيمو بمدينة برشلونة ومع طبيب للتجميل بنفس المدينة، حيث سبق لها وأن أجرت عمليات جراحية على عينها اليمنى التي تم فقأها بسبب التعذيب الذي تعرضت له من قبل عناصر الشرطة المغربية بمدينة مراكش على خلفية مشاركتها مع مجموعة من الطلبة الصحراويين الدارسين بجامعة القاضي عياض في مظاهرات سلمية تطالب بتقرير المصير في الصحراء الغربية.
تعليقات
إرسال تعليق