رسالة تعزية وتابين عن الطلبة الصحراويين بالموقع الجامعي مراكش

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: "كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة"
وقال جل جلاله: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" .
صدق الله العظيم
ببالغ الحزن والاسى تلى الطلبة الصحراويين بالموقع الجامعي مراكش الى جانب باقي الشعب الصحراوينبا وفاة الاخ المحفوظ اعلي بيبا عضو الامانة الوطنية رئيس المجلس الوطني الصحراوي ورئيس الوفد المفاوض وذلك صبيحة يومه الجمعة 02 يوليو 2010 وذلك على اثر نوبة قلبية بمنزله الكائن بمدرسة 27 فبراير.
ولد الفقيد سنة 1953 بمنطقة الساقية الحمراء، وهو متزوج وأب لـثلاث بنات.
والمحفوظ اعلي بيبا هو أحد القادة البارزين والمؤسسين للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وكان عضواً في لجنتها التنفيذية، وشغل منصب الأمين العام للجبهة بالنيابة.
كما تقلد الأخ المحفوظ اعلي بيبا العديد من المناصب في الدولة الصحراوية، حيث شغل منصب الوزير الأول في عدد من الحكومات، وتولى رئاسة المجلس الوطني الصحراوي في عهدتيه الأخيرتين، حيث ظل يرأس هذه المؤسسة حتى وافاه الأجل المحتوم
وما أصعب أن نسلم برحيل واحد منا مثل المحفوظ اعلي بيبا لكنما هو قدرنا، هذا القائد الذي اعتادنا واعتدناه ديدننا الذي لازم ملاحم أيامنا الفريدة فتعايش معها وتعايشنا معه...
هو قدرنا، ونحن لا ننفك نلوب معاندين مجدفين بين ضفتي عذاباتنا والحلم إنه شأننا، ونحن المبحرين المشاكسين المواجهين تكالب محن أمواج عذاباتنا طويلة الأمد
قدرنا، أن نودع بين اللحظة والأخرى فارساً من فوارس تغريباتنا الكثر تغريباتنا ذات الهم السامي والأحزان النبيلة تلك الأحزان الحادية مراراتها قوافلنا باتجاه الوطن الذي لاوطن سواه إنه قدرنا، وعزاؤنا في المحفوظ اعلي بيبا أن مثله من ليس لنا أن نودعه، ولا يليق بنا، لأنه باقٍ فينا ما بقي فينا البأس والحلم...
لكنهوقد غافلنا فترجّل... لم يفعلها، إلا بعد أن خطّ في وجداننا المثلوم نقشاً دائماً لا يمحى، يوازي رسوخه في ذاكرتنا المثقلة المدماة رسوخ من سكنوها من الرجال الرجال... الرجال القيم... القيم الرجال، الذين تصدروا مسيرتنا وتربعوا خالدين في حضرة موروثاتنا...
عزاؤنا فيه، أنه واحد مميز،صحراوي ثائرمن الذين حملوا أيامنا، همومنا، طوقنا، ومشاعلنا، وإذ قضوا على درب فجرنا الآتي لا ريب، فعلوها وهم يلهجون مبشرين بالوعد...
ومهما لملمنا من الكلمات والجمل فنحن دون إيفائه حقه في عد مزاياه ومناقبه, لقد كان شجاعا ميالا إلى المغامرة , وكان ذكيا لماحا عارفا بقدرات شعبه يثق فيه ثقته في وحدانية الله , ويعرف أيضا جد المعرفة عدوه وما جبل عليه من خبث وجبن , مطلعا على تاريخه في الغدر بالجيران ونكث العهود , .
ففي ظرف حالك , شديد التكالب على الثورة أين ما كانت وعلى الثوار مهما كانت انتمائهم , التحق المحفوظ بالسفينة الصحراوية , ونأى بها عن الارتطام , بأي شيء قد يكسر دفتها, او يمزق شراعها ويسلمها الى المجهول , .
لم يدخر الاخ المحفوظ علي بيبا أي شيء يملكه في سبيل حرية شعبه , ضحى وبمستقبله , ضحى بسعادته ودفئ عائلته لم يستسغ رحمه الله أن يرى شعبه ضعيفا مشردا يتخطفه الغزاة والمرض والجهل وقلة الحيلة , من كل حدب وصوب , وامن إيمانا مطلقا بقدرة شعبه على تخطي الصعاب وتجاوز المحن وصنع المستحيل , وراهن على ذلك بحياته ,.
هذا هو المحفوظ, الذي التقى زعماء العالم آنذاك وعمالقته وتركهم مشدوهين من قوة شخصيته وصلابته وبعد همته , , نفس الانطباع تركه عند أعدائه رغما عنهم من حنكته في التفاوض.
رحم الله فقيد الشغب الصخراوي واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون
عن الطلبة الصحراويين بالموقع الجامعي مراكش
تعليقات
إرسال تعليق