رئيس الدولة لبان كي مون: لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغاضى عن استمرار التنكيل المغربي بمواطنين عزل


وضح رئيس الدولة، السيد محمد عبد العزيز اليوم الأربعاء بأنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغاضى عن استمرار الدولة المغربية، وعلى أعلى المستويات، في التنكيل بمواطنين عزل لا ذنب لهم سوى المطالبة السلمية بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.

وطالب رئيس الدولة في رسالة وجهها الي الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون بتحمل الأمم المتحدة لكامل مسؤولياتها لضمان حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة، منددا بشدة بالاعتداء الجديد الذي طال مؤخرا نشطاء حقوقيين صحراويين رفقة مراقبين دوليين بالعيون المحتلة.

وجاء في الرسالة إن جبهة البوليساريو، وهي تدين بشدة هذا الاعتداء الجديد، لتحمل مجدداً الحكومة المغربية المسؤولية الكاملة عن كل ما قد ينجر عن هذه الخروقات المتكررة من تبعات وعواقب خطيرة على جهود المنتظم الدولي من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي لنزاع الصحراء الغربية.

وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
السيد بان كي مون،
الامين العام للأمم المتحدة،
نيو يورك

السيد الأمين العام،

أقدمت قوات الاحتلال المغربي في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، على تدخل قمعي همجي جديد، وذلك صبيحة يوم الاثنين، 23 أغسطس 2010، على إثر وصول مجموعة مكونة من خمسة نشطاء صحراويين إلى مطار المدينة المحتلة، بعد مشاركتهم في فعاليات الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية، المنظمة في مدينة بومرداس الجزائرية.

وفي ظل إجراءات أمنية مشددة شهدتها المدينة المحتلة، بدءاً من المطار ووصولاً إلى المكان المخصص لاستقبال هؤلاء النشطاء، شهد هذا المكان، وهو منزل عائلة احماد حماد، تدخلاً وحشياً من طرف قوات الشرطة المغربية لم يسلم منه إعلاميون ومراقبون دوليون كانوا بعين المكان وهم المكسيكي أنطونيو بيلاسكيس وثلاثة إسبان هم بينار لا كس بيلار ألمادينا وفورتونيو أكويران وإيزابيل تيرازا رويبولو.

وقد أدى هذا التدخل، الذي جرى بإشراف مباشر وشخصي من والي أمن المدينة المحتلة والباشا ومسؤوليين أمنيين مغاربة آخرين، إلى إصابة النشطاء الخمسة وهم احماد حماد وإبراهيم الصبار والنعمة الأسفاري وسلطانة خيا وحمادة الإسماعيلي، إضافة إلى كل من :

ـ والدة الناشط الحقوقي احماد حماد وشقيقته خولة.
ـ يحظيه الحافظ
ـ بيبا خيا
ـ التبين الطلبة
ـ النكية الحواصي

وفي وقت تعرضت فيه الناشطة الحقوقية سلطانة خيا لمحاولة اختطاف من طرف قوات الاحتلال، فإن هذه الأخيرة سارعت إلى قمع مواطنين صحراويين في شارع السمارة في العاصمة الصحراوية المحتلة، وأوقعت في صفوفهم العديد من الإصابات، بعد أن قامت بمنعهم من الالتحاق بمكان الاستقبال.

السيد الأمين العام،
في وقت تمعن فيه الحكومة المغربية في سياسة التعنت والتمرد على الشرعية الدولية، والتنصل من التزاماتها الدولية والاتفاقات التي وقعتها مع الطرف الصحراوي، بإشراف ورعاية الأمم المتحدة، بما في ذلك عرقلة مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، بإشراف مبعوثكم الشخصي، السفير كريستوفر روس، فإنها ترفع باضطراد من وتيرة انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان في إقليم واقع تحت المسؤولية المباشرة للأمم المتحدة، في انتظار استكمال مهمتها في تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.

ويأتي هذا التطور الجديد متزامناً مع خطاب التهديد والوعيد الذي وجهه ملك المغرب مؤخراً، والذي كرر فيه محتوى خطابات سابقة، وخاصة خطاب 6 نوفمبر 2009، الذي يطلق أيادي سلطات الاحتلال المغربي لترهيب وترويع وقمع كل الصحراويين المتشبثين بميثاق وقرارات الأم المتحدة.

لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغاضى عن استمرار الدولة المغربية، وعلى أعلى المستويات، في التنكيل بمواطنين عزل لا ذنب لهم سوى المطالبة السلمية بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه، والوقف الفوري لعمليات النهب المغربي المكثف لثرواته الطبيعية.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها نشطاء حقوقيون للتضيق والملاحقة والمتابعة ثم القمع والترهيب والاعتقال، حيث لا تزال حالة المعتقلين السياسيين الصحراويين الثلاث في سجن سلا المغربية تشهد على هذا السياسة الخطيرة التي تنتهجها الحكومة المغربية، بحيث أن سلطات الاحتلال المغربي، وبدل الاستجابة إلى النداءات المتكررة بإنهاء حالة الاعتقال الشاذة وغير المقبولة، تعمدت الإمعان في تعنتها، وقررت تمديد حالة الاعتقال.

إن جبهة البوليساريو، وهي تدين بشدة هذا الاعتداء الجديد، وتحمل مجدداً الحكومة المغربية المسؤولية الكاملة عن كل ما قد ينجر عن هذه الخروقات المتكررة من تبعات وعواقب خطيرة على جهود المنتظم الدولي من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي لنزاع الصحراء الغربية، وبالتالي إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، فإنها تطالب الأمم المتحدة بتحمل كامل مسؤولياتها لضمان حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة.

وإذ نذكركم، السيد الأمين العام، بضرورة إيجاد آلية أممية فاعلة لهذا الغرض، وفرض كل العقوبات والضغوطات اللازمة على الحكومة المغربية، حتى تنصاع لمقتضيات الشرعية الدولية وتتوقف عن هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فإننا نطالبكم بالتدخل العاجل لدى السلطات المغربية لإطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، وإنهاء حالة الاعتقال الظالمة بحق المعتقلين الثلاث بمدينة سلا المغربية، أعلي سالم التامك وإبراهيم دحان وحمادي الناصري.


وتقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام

محمد عبد العزيز،
الامين العام لجبهة البوليساريو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محاكمة قاتل الشهيدين بابا خيا والحسين لكتيف اليوم الخميس

العيون المحتلة تشهد مظاهرات بمناسبة ذكرى استشهاد " حمدي لمباركي "

تقــــرير محكمة الظلم