للفريق الاعلامي رأي : التشهير بالمناضلين إعلان إفلاس الاحتلال


من يتابع اليوم المشهد العام المغربي الذي يحتل نظامه الصحراء الغربية، لا يحتاج لآليات تحليل معمقة ليقف على حدة الأزمة الخانقة التي يعيشها على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. في المغرب انعدمت الثقة في كل شي ، الحياة السياسية تعبر عن بلادة النظام والنخب ،اللذان أفرغا الآلية السياسية "الأحزاب " من دورها الطبيعي والتاريخي في الصراع وحولاها إلى مجرد دكاكين انتخابية انتهت صلاحياتها الجماهيرية حينما ركز النظام المغربي منذ عقود على بلقنة الأحزاب التي صارت لا تحمل شرعية لدى الشعب المغربي الشقيق. أما البرلمان ، فبات المغاربة يتمنون نقل حلقاته لجامع الفناء لتكون له مرودية سياحية على الأقل ، سياسيا هيمن الخطاب الشعبوي بين النخب المغربية وأصبحت العفاريت والتماسيح بمقابل السيكليس ثنائية لخطاب عقيم بدل مناهضة الاستبداد والديكتاتورية الحاضرة في كل أوجه الحياة السياسية المغربية . وعلى المستوى الاقتصادي، يكفي نقل ما تحدثت عنه الكثير من التقارير حول استثمارات قام بها ملك المغرب في الخارج والتي جاءت مباشرة بعد بيع الهولدينغ الملكي شركتي الحليب المركزي ولوسيور ، فرأس الدولة المغربية لم يعد يثق في السوق الوطنية ، أستغل سلطاته الواسعة وهرب أمواله إلى الخارج ليستثمرها في عدد من البلدان الإفريقية في مجالي المعادن والطاقة، ما سيكون له انعكاسات على ثقة الأجنبي في الاقتصاد ،هنا تحدثت تقارير اقتصادية عديدة عن تهريب أكثر من 40 مليار دولار " انظر تقريرللبنك الافريقي للتنمية " مما يجعل الوضع يزداد يوما بعد يوم تأزما ، انعكاسات ذلك على الوضعية الاجتماعية ستكون غير مسبوقة حسب الكثير من المهتمين بالشأن المغربي ، خاصة وأن صندوق النقد الدولي دخل على الخط وسيحدد بداية سبتمبر موقفه من إستمرار دعمه للاقتصاد المغربي من عدمه لذا بدأ يساوم الحكومة المغربية على ضرورة إدخال إصلاحات جوهرية على صندوق المقاصة وتخفيض كتلة الاجور وإصلاح نظام التقاعد كخطوة أولية لإصلاحات كبرى بمقابل الاستمرار في تقديم الدعم المالي . بمقابل هذا الوضع الداخلي لدولة ضعيفة للأسف تحتل أرضنا، باتت القضية الوطنية اليوم أكثر حضورا وتضغط على المنتظم الدولي من أجل إيجاد حل عادل ونزيه يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وبناء دولته الحرة المستقلة . النجاحات الدبلوماسية بقيادة جبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد لشعب الصحراوي و حضورها القوي في المنتديات الدولية والإقليمية زادت من حدة ازمة النظام المغربي . وبالتوازي تنامت حركية خيار الشارع وبدأت تعلن عن نفسها بشكل قوي وأكثر حضورا داخل المناطق المحتلة ، ليتبلور إطارها التنظيمي ومرجعيتها الوطنية والجماهيرية ، وتعمل بشكل تدريجي على تكريس ثقافة التظاهر والاحتجاج السلمي كآلية للنضال الوطني للمساهمة في توسيع الإدراك الشعبي بأهمية هذا الخيار. لقد كانت لمحطات ما بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 2099 وحتى يوم 22 يونيو الماضي إسهام قوي في معركة مقاومة الاحتلال المغربي و أعطت إشارات قوية بأن إرادة الجماهير لا يمكنها أن تقهر ، وحينما نتحدث عن خيار الشارع لابد من الوقوف بإمتنان للمناضلين الأبطال الذين تمسكوا بهذا المشروع الوطني وبادروا بخلق الية تأطيرية من خلال تنسيقية الفعاليات الحقوقية التي ساهمت فعليا في بلورة خيار الشارع إلى واقع وكرسته عمليا من خلال دعوة الجماهير والحضور ميدانيا معها ليتقاسم الجميع نشوات النصر وكبوات الإحتلال وركلاته وتعنيفه وسحله ويتجاهلون الضربات من وراء الظهر لمن هم محسوبين على الصف الوطني. مما خلف واقعا محرجا للإحتلال جعله يقف مصدوما دون حركة، فالقمع والتهديد بكافة أشكاله لم يعد مجديا ولم يجد نظام الرباط سوى تكريس إفلاسه وإعلان بداية انحداره ، فبدأ حملة تشهير لخيرة المناضلين بنهش لحمهم الشريف ، وشمل تشهيره و نهشه المناضلة والناشطة الحقوقية أمينتو حيدار التي اربكت حساباته وجعلت رأس هرم نظامه يركع لمطالبها بالرجوع لأرضها بدون تنازل بعد محاولة نفيها القسري عن وطنها ،وهي اليوم تلعب دور سفيرة القضية الوطنية في المحافل الدولية، تعرف بها وبالإنتهاكات الجسيمة التي يمارسها الأحتلال ضد الشعب الصحراوي . إستهدفت الأجهزة المخابراتية المناضلة أمينتو حيدار التي نبتت وترعرعت في عمق المأساة التي لم تستطع رغم قسوتها وجسامتها أن تأخذ من طينتها الوطنية ومبادئها التي ظلت وفية لها ، بكل هذا الأختصار يصير نهش لحم المناضلة والناشطة الحقوقية وكل رفيقاتها ورفاقها " سلطانة خيا ، غلية الجماني ، حياة خطاري، عبد الرحمان زيو ، ابراهيم دحان ، البشير لخفاوني ، الحافظ التوبالي ووالده المحجوب ، سيدي محمد علوات ، محمد سالم لكحل ، بشري بنطالب ، حمود إيكيليد وسيدي محمد ددش" علقما في حلق من يحاول النيل منهم وكأنهم يردون " أيها الإحتلال الساذج لقد اخترت العنوان الخطأ والأشخاص الخطأ كيف لم تنل منا سياساتكم القمعية من إختطافات وإعتقالات تعسفية وتعذيب وتنكيل ومضايقات ومحاكمات صورية ونفي قسري... ، أن تنالوا منا بهذا الأسلوب البدائي الذي يعلن إفلاسكم السياسي ويعبر عن مستواكم الذي خبرنا إنحطاطه منذ زمن " . هذا بطبيعة الحال ينطبق على جميع المناضلين الذين تشهر بهم صفحات المخابرات المغربية وحتى أولائك المناضلين الذين تريد أن تبرأهم " كالغالية الدجيمي ، دافا الداه "قصد خلق الفتنة فلا نعتقد أن شهادة الإدانة أو الإستحاق ستكون ذات معنى وهي الصادرة من مخططاتكم الجبانة فهم جميعا أشرف من أن تنالوا منهم . وإذا ما أمعنا جيدا في هذه الحملات نقف عند ملاحظة أساسية أن المخابرات المغربية تخاطب الصحراويين من موقع الغيور على مسار القضية وهذا في حد ذاته انتصار للشعب الصحراوي والقضية الوطنية ، فالنظام المغربي بات معترفا أن لا خطاب يمكن أن يؤثر على الصحراويين سوى خطاب النضال من اجل الحرية والاستقلال ، وحينما نتهم المخابرات المغربية لا نحتاج لفراسة ثاقبة خاصة بعد نشر المقال الأخير الذي حاول التشهير بالناشط والمناضل بشري بنطالب إذا ما نظرنا لعلاقة من أعتبر الضحية بالمدعو م .ك . وفي خضم هذه المعركة القذرة التي تحاول النيل من أبطال شعبنا ، يصير السؤال مشروعا ما القاسم المشترك ونحن نقف عند هذه الحملات ما الذي يجمعها ؟ فهي كلها تحاول أن تنطق بلسان أهل الحال أي بلسان الصحراوي الوطني الغيور ، توقيتها واحد بحيث أعلنت عن نفسها بالتواز مع حركة الشارع وبعد الانتصارات الدبلوماسية التي أبهرت العدو وحلفائه الأساسيين وتجلياتها واضحة المغزى .فهي تعطينا رسائل واضحة خاصة لمن يحاول من داخل الصف الوطني التشويش او تعطيل نضالات الجماهير الصحراوية . وإذا كان من معان حقيقية لفلسفة الوحدة الوطنية فنعتقد أن رسائل العدو قد تحيي فينا قيمها السامية ونباشر مواجهته في كل واجهات الشارع وخلق إعلام مقاوم يفهم تلكم الفلسفة ولا يجعل منها مطية لضرب الأخر ، وأن لا نجعل من فرط الأنا أنفسنا في خدمة العدو مجانا ودون أن ندري ، وننحدر من موقع المعززين المكرمين جماهيريا إلى موقع المعزولين المذمومين ولنا اليوم العبرة نسأل الله اللطف لعباده والنصر لشعبنا على أعدائه . العيون في 27 جوان 2013

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محاكمة قاتل الشهيدين بابا خيا والحسين لكتيف اليوم الخميس

العيون المحتلة تشهد مظاهرات بمناسبة ذكرى استشهاد " حمدي لمباركي "

تقــــرير محكمة الظلم